منذ ان كانا صيصان ومن النظرة الأولى احبها ومع مرور الوقت اصبح هو ديكا يافعا وهي دجاجة بيضاء , لم تنقطع قصة حبهما واستمرت حتى سمع فيها كل قن في الضيعة وحتى في الضيع المجاورة ,
, كان يصيح صباحا لأجلها كثيرا ما حاولت دجاجات اخريات ان تدخل على الخط ولكن دون جدوى وذات يوم طلب ان يتحدث اليها على انفراد لأمر هام تقابلا تحت شجرة صغيرة وبلغتهم الخاصة قال لها : يجب ان نفكر جديا بموضوع الإرتباط والإستقرار وتكوين عائلة قبل ان يتقدم بنا العمر وأفقدك وتصبحين وجبه شهية على المائدة مع بعض الرز والسلطات والشوربة
فقالت له ما الحل برأيك , فقال لها عندي صديق يعمل في مدجنة خاصة وقد حكا له المغريات الموجودة هناك فالطعام متوفر وبانتظام ولا حاجة للخروج يوميا لنكش الأرض والبحث عن لقمة ( دودة ) ولا يوجد مضايقات من اولاد الضيعة والطقس هناك دافئ باستمرار والفحص الطبي مجاني ( تأمين طبي )
اي انها حياة نموذجية بكل ما فيها
تقبلت الفكرة مع حزنها الشديد لمغادرة الضيعة التي قضت فيها اجمل ايام حياتها ووضبت اغراضها ورحلوا تحت جنحة الليل الى المدجنة بعد مسيرة يومين متتالين
قام صديق الديك بإستقباله وتأمين بعض الطعام والماء والراحة له ثم دار به على اقسام المدجنة وعرفه على طريقة العمل والنظام المتبع وغمز له قائلا ( هون الدجاجات غير شكل , حتى في كم دجاجة اجنبية اجو من كم يوم بياخدوا العقل ) جاوبه ضاحكا انا ما بتخلى عن حبي الأول والأخير
وفي صباح اليوم الباكر دق جرس الإستيقاظ وهب الجميع من ديوك ودجاجات الى الإنطلاق الى ساحة المدجنة , كم ضايقه هذه الزحمة والتراكض , وبعد التمارين الصباحية توجهوا الى تناول الفطور ولكن لم يكن بنفس شهية فطور الضيعة لقد كان طعمة وكانه ياكل مواد مركبة لغايه معينة
اراد ان يقابل حبيبته فقد اشتاق لها ولكن مع العدد الكبير من الموجودين والأعمال الموكله اليه فقد كان نهاره يمضي سريعا وروتينيا كل يوم ولم يستطع ان يراها ويخبرها كم يشتاق لها احدى الدجاجات الأجنبيات اعجبت بذلك الديك فهو يختلف عن بقية الديوك
حاولت كثيرا ان تلفت نظره بقوامها ورشاقتها وكادت محاولتها ان تفلح وعدته بمستقبل مضمون وجنسية اجنبيه وقالت له انها بمهة هنا وستعود الى بلادها ويمكن ان تؤمن له الخروج والسفر معها وحكت له عن كل المغريات الموجودة هناك , وفي احد الأيام جاءت حبيبته الوطنيه ورأته مندمج بالحديث مع الدجاجة الأجنبيه فقامت وبدون تفكير بمهاجمة تلك الدجاجة التي خطفت حبيبها وحصلت مشاجره عنيفة تطاير فيها الريش في كل مكان الى ان تدخل البعض وفرق المشاجرة وصاح الديك بحبيبته الوطنيه ( هل انت مجنونة ماذا تفعلين ) فردت قائلة ( ما بقى تحكي معي خليها تنفعك بس مو الحق عليك الحق على انو جيت وعشت معك هون )
تأثر كثيرا بكلامها نعم فقد تبخرت الأحلام المرسومة وتغيرت الظروف
لقد حن كثيرا الى ايام الضيعة رغم كافة صعوباتها ولكن كان لها ذكريات لا تنسى , ثم انه يحب دجاجته الوطنيه ويحب قوامها الممتلئ ولهجتها وريشها قرر ان يعودا معا ويعيشا بالضيعة ولكن المفاجئة والصدمة كانت عندما سمع خبر اصابه في قلبه
لقد سلمت حبيبته الوطنية نفسها للذبح واصبحت فروجة مشوية او بروستد او شيش طاووق في مكان ما عاش اقسى ايام حياته لقد تدمرت احلامه وتبخرت سعادته هرب من المدجنه وعاد الى الضيعة وجد القن مسكون ولا مكان له هناك اصبح هزيلا ضائعا متشردا
وصار يقف كل يوم امام مزبلة الضيعة ويصيح واصبحوا يسمونه ديك المزبلة كان كل الديوك والدجاجات يفهمون صياحه ولكن البشر لم يعرفوا انه ينادي محبوبته
]]]]]]]]]]]]]][][][]]
روعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
موضوع: قصة ديك المزبلة 
الأحد أغسطس 17, 2008 8:48 am
