قصة انا وساره .......

قصة انا وسارة وكعادتي في كل صباح من يوم الاحد اشتري باقة من الزهور من نفس المكان واتبادل الفكاهات مع عم محمد البائع العجوز الطيب الذي طالما كانت دعواته احدى اسباب نجاحي وتوفيقي .
ثم ببساطه سيارتي ...نفس الطرقات وتقريبا نفس السيارات من حولي وكان جميعهم ملتزم بهذا الميعاد ...حتى نفس الانتظار الممل في المرور..وهاقد وصلت اخيرا المستشفى كي ازور جدتي التي تمكث هنا منذ حوالي اربع اسابيع ..اعرف جيدا انها زياره ممله لكن لابد منها من اجل عيون جدتيورضاها .
لكن اليوم هناك شيء مختلف حركه غريبه في طرقات المستشفى ثم لمحت فتاه انيقه تبكي بحراره ..راقبتها حتى دخلت قاعه الانتظار وهنا نسيت جدتي ونسيت نفسي وذهبت غرفه الانتظار ..جلست امامها في المقعد الذي امامها مباشرة وبدات أتاملها ..كل شيء فيها انيق ..ثوبها الزهري والحزام ا لاسود وشعر قصير ذهبي اللون لكن فقط الدموع هي من تغطي وجهها الملائكي ..جمعت كل قوتي وقررت ان احدثها واخفف همّا اصابها وانزل دموع هي كالأليء في نظري
وقطع افكاري دخول امرأه عجوزه ارتمت في حضنها حين رأتها .وجلست بقربها ..وهنا ..بدأت سماعات اذني لاسمع همس دار بينهما فقالت المرأة العجوز:
حرام عليكي نفسك ان شالله خير
-عمتي انا خايفة اوي انتي عارفة ساره دي اكتر من اختي
-ادعيلها يا نهى
وبصوت مبحوح ودموع كالمطر:دي بقالها ساعة دلوقتي في العمليات انا قلقانة
-اهدي ..انا كنت لسه هناك ..كلهم هناك وقلقانين زيك كده .ربنا يسهل
ولم تتمتالك نهى - كما سمعت - نفسها من الدموع وهنا استأذنت المرأة وبقيى هي بمفردها ورن جرس هاتفها الخاص ...واشتغلي يا سماعات
-ايوه يا حبيبي انت مجتش ليه داه كلهم هنا في المستشفى ...
-
طيب تعالى بسرعة ..هي بقالها ساعة ..انا قلقانه اوي يا تامر ومحتجالك جنبي...طيب بسرعة يالا
-
- باي
ثم دخل شاب وجلس بقربها فوضعت رأسها على كتفه وشرعت تبكي ودموعها تبلل قميصه ..توقعت اذن انه اخوها ..مع ان الفرق في الشكل واضح جدا ..ثم اشتغلي يا سماعات
-نهى حبيبتي كفايه كده
-احمد انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
- متقوليش كده انتي عارفه انتي ايه ليا
-انا بحبك اوي ياريت كل الناس تلاقي حب زي حبك كده
-ربنا يخليكي ليا انتي كل حياتي ..اول ما ساره تقوم بالسلامة هتقدم لك على طول
- ياريت
-انا صعبان عليا اوي ساره وتامر كمان
-تامر ليه ؟!!!
-انتي مش عارفة ولا ايه ..؟؟ داه بيحب ساره من زمان وقبل الحادثة بيومين كان خلاص هيكلمها , داه مش قادر حتى يجي المستشفى ويشوفها وهي كده
- لا والله ..اول مرة اعرف
- ماهو داه كان موضوع بيني وبينه
وهنا اعتذر لها بأن معه هاتف وخرج من الغرفة فاذا بي اراها تمشط شعرها وتصلح مكياجا كاملا في وجهها وتتمتم بعبارات لم افهمها كلها
- حيوانة ...طول عمرها ..كل حاجه مني...تموت .... الخاين...اففففففف
ثم دخل الشاب مرة اخرى وكان معه رجل واضح عليه كبر السن القت نهى التحية وغادرت وهنا قال الشاب:
في تيه يا خالد ايه الموضوع المهم ؟؟
-مش عارف يا احمد اقولك ايه بس لازم تعرف
- اتكلم قلقتني
- انا مكنتش عايز اقولك لكن وساره بين الحياة و الموت لازم تعرف
- خالد ..في ايه ؟؟
-الفلوس اللي انا ادتهالك عشان تسدد ديونك وتفتح الشركة من تاني
-مالها
-دي مش فلوسي دي فلوس ساره ..ساره هي اللي عملت كده ..وطلبت اني مقولكش
- مش ممكن ساره تعمل كده ..طيب ليه !!
ساره بتحبكم كلكم ومتحبش تشوف حد فيكم في مشكلة ساره اطهر بنت انا عرفتها
-مش ممكن لكن ازاي بعد كل اللي عملته فيها
-انت عملت ايه يا احمد ؟
-انا ...انا.. انا اللي سرقت الورق من خزنة جدي و الشيكات اللي ساره اطردت من البيت بسببها بعد ما جدي شك فيها
- انت يا احمد
-ليوه لكن والله الخزنة كانت مفتوحة ..انا مسرقتش المفتاح ..صدقني
-وهانت عليك ساره ..تشوف جدك بيطردها وتتبهدل بالشكل داه بسبب حاجة معملتهاش
-انا اسف انا بجد مكنتش عارف ان جدي هيعمل كده او هيشك فيها اصلا
-انت ..ياريت بس تدعي ان ساره تقوم بالسلامة عشان تسامحك ..يمكن ربنا يسامحك
وهنا دخل اناس كثر يحملون سيدة كبيره في السن و الوزن ايضا كانت تصرخ وتبكي بصوت عالي وامتلاء الضجيج في الغرفة وتعالى صوت البكاء و السيدة تولول ..شعرت لوهله ان السيدة معرض متحرك من الذهب لكثر ماترتديه ولمحت نهى تبكي ايضا بقربها فتعجبت ..وقالت السيده بصوت يتخلله كثيرا من البكاء
يا حبيتي يا ساره ..ليا مين غيرك ...هروح فين بعدك...كانت الوحيده اللي بتسال عليا ..كانت طيبه وحنينة ...خيرها كان عليكم كلكم
هنا قال خالد وكان اكبرهم سنا :
اهدي يا عمتى وادعيلها ان ربنا يقومها بالسلامة
- اخرس....خايق عليها اوي ..كلكم منافقين ..كلكم كدابين
ودخل شاب وسيم لفت نظري من وسامته القى الحية على الجميع ثم رايت نهى تغادر الغرفة بعصبية ففهمت انه تامر ..اتجه نحو السيدة وقبل يدها وقال لهم :
سارة عاملة ايه دلوقتي
قال احمد : لسه منعرفش حاجة هي بقالها حوالي ساعتين في العمليات
- ربنا يستر
وبدات السيده تولول وتصرخ ثانيه بصوت عال كأنها نسيت لوهله وتذكرت سارة ثانية: كانت حنينة على الصغير و الكبير ...حتى الخدامة اللي سرقت الخاتم مني لولاها كانت في السجن ..باست راسي عشان مبلغش عليها ..حتى الخدامه
وانهارت بشكل واضح وهنا قالخالد للحاضرين ان يأخذوها للمنزل لان الامر خرج عن السيطرة وبعد جدال كثير اقتنعت السيدة وغادروا جميعا الغرفة
وأخيرا جلست وحدي لدقائق ..من هي ساره هذا الطاهرة النقية ودعوت لها كثيرا وتخيلت ساره بانها باقة الزهور التي معي في صفائها ونعومتها ورقتها ..من هي سارة وكيف تكون ..قطع تفكيري دخول فتاتين متقاربتين في السن كانت احداهن تبكي بحراره و الاخرى تهدئها جلستا بقربي و ...تعبت معايا السماعات
-كفاية يا منال هتموتي نفسي..خلاص .. بتعيطوا على ايه
- انتي ايه معندكيش دم ..داه انتي كنتي اقرب واحدة لساره .ازاي مش همك كده اللي هي فيه
-انا .. انا بس متماسكة . وهو العياط هيفيد بايه يعني
- كدابة , انا حاسة انك شمتانه فيها انتي ايه
- انتي هتشتميني , كل واحد يشوف نفسه وبعدين ايه ساره دي اللي ازعل عليها ماتموت ولا تتفلق
- اخرسي انتي ايه , حرام عليكي
- حرام عليا ..ساره دي اللي انتم كلكم فاكرنها ملاك دي اكتر شيطانه في العالم
- ازاي تقولي كده اكيد انتي بتحقدي عليها
-بس ..بس ..مش مصدقاني طيب اقولك ان هي اللي طلبت من تامر يتقرب من نهى لما عرفت ان انكل مدحت كاتب لها اكتر من نصف ثروته ..وعشان تبعدها كمان عن احمد لان ساره كانت بتحبه ..وهي اللي كانت واخده مفاتيح الخزنة واتعمدت تسبها مفتوحة في اليوم داه لانها كانت عارفة ان احمد هيكون لوحده في المكتب وانه من زمان عايز ياخد الورق و الشيكات ..هي اللي رتبت كل حاجه
- طيب هي استفادت ايه ما جدي طردهها وكان ..
- انتي غبية..كانت عارفة ان جدي هيعرف لما المنافصة هترسي على احمد وتنتقم كده من احمد اللي فضل عليها نهى ..حتى الخاتم بتاع عمتي هي اللي تخدته لانه اصلا كان بتاع مامتها وعمتك يا هانم كانت واخداه منها ساره شافت انه حقها فسرقته
ساره كانت بتحب نفسها وبسوبعدها بيومين لبسته في فرح جي جي
- مش معقول اللي بتقوليه داه
- ساره دي اندل بنت وعمرها ما همها حد ..انتم بتعيطوا على ايه بس
وهنا لم اتماسك غادرت الفتاتان وكنت في ذهول تام خرجت من الغرفة بهدوء تام توجهت الى جدتي لكني لم ادخل لم اشعر برغبة في عمل اي شيء من اصدق ..ومن هي سارة اشعر بدوار يجب ان اغادر, الان احتاج الى كوب شاي وانا عند مدخل المستشفى لمحت فتاة وكاني اعرفها تقول بانفعال : علاء انا مش مصدقه اللي حصل داه
-حبيبتي ارجوكي الحياة و الموت حاجة بتاعة ربنا ..اطلبلها الرحمة
- معقوله ساره تموت
- نهى ارجوكي
وضمها اليه وهي تبكي ..تركت المسرح اقصد المستشفى وكان هذا اخر مارايت وسمعت
الزهور .. لافائدة منها ..حتى الزهور اصبحت اشك في نقائها وصفائها القيت بها لم اعد احتاجها لم اعد اصدقها
سيارتي نفس الشوارع ..نفس الطرقات .. نفس الزحام ..لم يتغير شيء ابدا ..فقط انا ..نظرتي للاشياء تغيرت
ياترى من تكوني يا ساره ؟؟ rayan

يسلمو ايدك قصة كتير حلوووووة بتبين انو الناس اشكال وممكن يكونو قدامك شكل وراك شكل فلازم ما نثق بحدا قبل ما نعرفو 100/100 تقبل مرور

روعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون