السلام عليكم,
اذا كنت لا ترغب في قراءة الموضوع فاقرا المقدمه لانها عبارة عن تلخبص,
قد يستغرب بعض الاخوة هذا الموضوع, ويعتقد للوهله الاولى انني سوف اتحدث عن موضوع السرقه التقليدي, والسرقه الاجراميه (اي سيارة بيت الخ....), لكنني ساتحدث عن مرض وهو بمعنى الكلمة مرض, ولكن هولاء السارقين ليس كغيرهم من السارقين, فقد يكونوا اشخاصُ اغنياء واثرياء, وفي الموضوع الذي نقلته من منتدى اخر وساكتبه بعد هذه المقدمه هنالك عدة امثلة طُرحت على اشخاص كان لديهم هذا المرض, واحببتُ ان يعرف اخوتي الاعضاء عن هذا المرض .
سبب اهتمامي في الموضوع : حينُ كنت في احد محاضرات اللغه الانجليزية, قالت لنا المحاضرة عن هذا المرض, ودُهشت حين عرفت ان زوجة بن غوريون كانت تعاني من هذا المرض( رئيس دوله !!), وكانت حقا تسرق الاشياء الصغيرة التي تراها وكان هنالك حارس شخصي لها يُعيد تلك الاغراض التي تسرقها, لعل هنا يصيب القارى بعض الغموض لانه لم يقرا بعض ماهية المرض , لذا انصحك باكمال القراءة!
************************************************** *
الهوايات أشكال وألوان.. هناك من يهوي جمع الطوابع.. وآخرون يستهويهم جمع العملات النادرة أو شراء الملابس أو السيارات القديمة.. لكن لم نسمع من قبل عن أناس هوايتهم السرقة.. فتيات وشباب من أسر ثرية.. وبعضهم يعمل في مراكز اجتماعية مرموقة ولكنهم يضعفون أمام أي شيء يجدونه أمامهم فتلتقطه أيديهم دون وعي منهم!.. فسمعنا عن محام كبير يسرق حافظة من راكب داخل وسيلة مواصلات عامة وأحاله النائب العام للمحاكمة !.. وفتاة تم ضبطها داخل فندق خمس نجوم وحقيبتها ممتلئة بالملاعق والسكاكين!.. ونجل وكيل وزارة يتسلق أسوار أحد البيوت ويسرق رجل أعمال لا لشيء إلا لأنه يتلذذ بهذه المغامرة!
هذه الهواية الشاذة.. هل هي مرض يصاب به الشخص فيتحول من شخص عادي إلي لص محترف؟!.. الغريب أن أصحاب هذا الهوس لا يدرون بأنفسهم وهم يرتكبون جرائمهم!.. والأغرب أنهم لا يسرقون الأشياء الثمينة.. فقد ضبط أمن أحد محال السوبر ماركت الشهيرة رجلا يعمل في وظيفة مهمة وهو يضع في جيبه قطعة 'شيكولاته'!
القضية رغم غرابتها تستحق الدراسة والتحليل.. خاصة بعد أن كثرت جرائم هؤلاء في الفترة الأخيرة.. صاحب هذه الشخصية هل نعتبره مريضا يجب علاجه؟!.. وما العلاج الذي يتعاطاه لكي يشفي منه؟!.. ولماذا يلجأ هؤلاء إلي السرقة؟!.. وكيف ينظر رجال القضاء إلي هذا النوع من اللصوص؟!
وهذه بعض الأمثلة الواقعية
نجل وكيل الوزارة!
لم يصدق وكيل الوزارة نفسه عندما هم بفتح الصندوق الذي يحتفظ فيه بمكافأة نهاية خدمته. فوجده خاويا.. راح وكيل الوزارة يبحث عن نقوده في كل مكان بالشقة.. وعندما فشل في العثور عليها.. أخبر أهل بيته بما جري.. لكنهم لم يستطيعوا مساعدته في العثور علي المبلغ الكبير.. وهنا قرر وكيل الوزارة السابق الاتصال بقسم شرطة ثان الزقازيق.. وأبلغ عن تعرضه للسرقة.. وقيام مجهولين باقتحام شقته الفاخرة وسرقة مبلغ 25 ألف جنيه.. لم يوجه وكيل الوزارة اتهاما لأحد حيث تربطه علاقات طيبة بالجميع.. ومحبوب بين كل معارفه.. هنا بدأ رجال المباحث رحلتهم في العثور علي اللص.. وكانت المفاجأة عندما فجر رجال الشرطة قنبلةمن العيار الثقيل في وجه وكيل الوزارة.. وهي أن نجله هو الذي سرقه.. وعندما علم وكيل الوزارة أن ابنه هو الذي سرق الأموال.. سارع بالتنازل عن المحضر
الغريب أن تحريات المباحث أكدت أن الابن لم يكن مدمنا للمخدرات وإنما سبق ضبطه في الكثير من قضايا السرقة داخل محلات عامة بدافع المرض.. حيث إنه يهوي السرقة!
ونجل مستشار!
وهذه حكاية أخري لأحد أبناء الذوات.. لكنه مريض بداء السرقة فمنذ شهور قليلة أمر رئيس نيابة الساحل بحبس شاب (26 سنة) نجل مستشار سابق 4 أيام علي ذمة التحقيق لقيامه بسرقة شقة مدير مالي إحدي الشركات.. كان قد تلقي رئيس مباحث الساحل بلاغا من (ف.ح)* 26 سنة* المدير المالي بإحدي الشركات بسرقة بعض المشغولات الذهبية واختفاء سيارته الفاخرة.. وأكدت التحريات أن مرتكب الواقعة سبق ضبطه واتهامه في عدة قضايا سرقة مساكن وسيارات.. وأنه خرج من السجن حديثا بعد قضاء العقوبة في قضية سرقة شقة .... تم إعداد عدة أكمنة.. وألقي القبض علي المتهم وبحوزته السيارة المسروقة.. وبعض المبالغ المالية المتبقية من حصيلة السرقة.. واعترف المتهم بجريمته.. ة وأحيل إلي النيابة التي أصدرت قرارها السابق.
هواية!
فتاة جميلة.. حسناء.. ثرية.. لم يتجاوز عمرها الثلاثين عاما.. لكنها تهوي السرقة.. وإن كانت أكوابا تلتقطها من داخل أحد الفنادق.. ذهبت إلي أحد الفنادق الشهيرة.. وبعد أن قضت في الفندق عدة أيام أصرت علي وضع بعض أكواب المياه والملاعق والسكاكين في حقيبتها.. وأثناء خروجها من الفندق.. كان العامل قد أخبر إدارة الفندق.. بفقدان بعض الأشياء من غرفة الفتاة الحسناء الثرية.. هنا طلب بعض أفراد الإدارة تفتيش حقيبة الفتاة أثناء خروجها لكنها رفضت وهددت.. إلا أن إدارة الفندق أصرت علي التفتيش.. وهددوها بتحرير محضر ضدها.. هنا انهارت الفتاة وفتحت حقيبتها وأخرجت المسروقات.. تم تحرير محضر بالواقعة إلا أن الفندق تنازل عن البلاغ بعدما تدخل أهلها الأثرياء وحلوا المشكلة!
الطب النفسي
والأمثلة كثيرة.. ورغم أنها تدعو للسخرية والضحك.. لكنه ضحك كالبكاء.. لماذا يفعل هؤلاء ذلك؟! كان لابد أن نستطلع آراء الطب النفسي وعلماء الاجتماع.. فماذا قالوا..؟!
تقول د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع: إن المجتمع ينظر إلي هذا الشخص علي أنه لص 'حرامي' وليس مريضا.. لذلك لابد أن تنتبه أسرة المريض وتتوجه مع الابن أو الفتاة إلي إحدي العيادات النفسية.. لكي تتخلص من مرضها.
وأضافت د. عزة كريم أن المجتمع يعاقب هؤلاء في حالة ضبطهم بالجريمة وأحيانا تصل إلي حد السجن! وليس الحبس فقط.. فاكتساب المريض لهذا السلوك ليس معناه انه لم يجد القدوة الحسنة في أسرته.. بل من الممكن اكتسابها من بعض الأصدقاء الذين يجدون متعة في السرقة.. فبدأ يقلدهم.. أيضا المرض تصاب به فئات عديدة معظمها من الطبقة الثرية.. والأسباب كثيرة منها: عدم الرضا عن نفسه اجتماعيا كما أنه يعاني من عدم الاندماج مع الآخرين.. دائما يكون متوترا يشعر بالخوف من الآخرين!
شخصية سيكوباتية!
والآن ما رأي الطب النفسي في هذه القضية؟!
* يقول في البداية د. فكري عبدالعزيز أستاذ الطب النفسي:
صاحب هذا المرض شخصية سيكوباتية يصاحبها حالة من فقد الضمير وعدم الوعي والإدارك الحسي.. أما عن الشخص ذاته فهو يشعر بتلذذ نفسي أثناء فعلته هذه وهي السرقة.. ويتلذذ أيضا بإيذاء الآخرين.. أما عن اكتساب المرض فهو يكتسبه من الظروف المحيطة به.. فعندما يري أحدا من أهله يقوم بهذا العمل.. أو أحد أصدقائه فيكرر نفس الجريمة إلي أن تتحول إلي مرض.. فيقوم بسرقة أشياء تافهة.. أو ثمينة ليس المهم هذا لكن الأهم أنه يتلذذ بجريمته!
كما ان هذه الشخصية تتمتع دائما بمظهر أنيق.. وتكون ذكية إلي درجة كبيرة جدا.. لا يتألم نتيجة لفعلته هذه.. كل هذه المؤهلات تجعل الآخرين لايرتابون فيه بسهولة إلا إذا تكررت فعلته ورأه الضحية بالمكان!
وما العلاج؟!
* يجيب الدكتور محمد فكري عبدالعزيز:
المفروض أن يخضع المريض لعدة جلسات نفسية بعد أن يقوم من تلقاء نفسه بالاعتراف أمام طبيب نفسي متخصص من هنا يبدأ العلاج.
هوس السرقة!
ويفجر الدكتور عبدالفتاح الجمال أستاذ الطب النفسي مفاجأة حيث يقول:
ليس هناك مصطلح معروف باسم مرض السرقة.. لكن هناك ما يعرف في الطب النفسي باسم هوس السرقة.. فهؤلاء مهووسون بهذا المرض.. وهو مختلف تماما عن السرقة العادية!
وأسأل الدكتور محمد عبدالفتاح عن العلاج فيقول: العلاج سهل للغاية تتراوح مدته من 3 إلي 6 أشهر.. ولابد أن يخضع المريض إلي علاج كيميائي في البداية.. يصاحب هذا علاج نفسي.
القانون واضح!
ويبقي سؤال: هل يراعي رجال القضاء هذا الأمر قبل الحكم علي المتهم؟!
يقول المستشار مصطفي أبوطالب رئيس محكمة الجنايات: هناك العديد من قضايا السرقة.. تتورط فيها شخصيات عامة وكبيرة بسبب هذا الهوس.. لكن القانون واضح في هذا الأمر رغم رأي الأطباء النفسيين.. عموما هناك اعتبارات أخري وهي النظر إلي شخصية المتهم وحجم أملاكه.. إذا كان الشيء الذي سرقه ليس له قيمة كبيرة.. وفي النهاية هي مسألة تقديرية للقاضي.
***
وفي النهاية تبقي كلمة.. فدائما نقول إن الوقاية خير من العلاج.. يجب علي المجتمع الأخذ بأيديهم.. وتوجيههم إلي الطريق الصحيح حتي لا يتحولوا إلي لصوص محترفين.
روعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه الكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
موضوع: مرض السرقه !!! 
السبت يوليو 05, 2008 3:54 am
